احتفالًا بعيد بشارة السيّدة العذراء، نظّمت الجامعة الأنطونيّة لقاءً إسلاميًّا مسيحيًّا لطلابها، تحت عنوان "لِنَلتقِ حول مريم"، تضمّن مداخلات وشهادات حياة وترانيم في حضور رئيس الجامعة الأب ميشال السغبيني و الأمين العام للّقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم الشيح محمد نقري.

افتُتح اللقاء بتجويد للآيات القرآنيّة التي تُخبر عن البشارة لمريم وترنيم غريغوريّ باللاتينيّة للسلام الملائكيّ بحسب إنجيل لوقا، أحياهما تخت الجامعة الأنطونيّة للموسيقى الفصحى العربيّة، ثم كانت كلمة للأب السغبيني أكد فيها أن "اجتماعنا اليوم هو لقاء في عيد، اجتمعنا كي نعيّد معًا عيد بشارة السيّدة العذراء بالحبل بإبنها." واضاف: " عندما نقول لقاء نقصد أيضًا الجلوس مع بعض، وجهًا لوجه، نقصد التواجه وليس المواجهة، نقصد التبادل والتصارح والتكاشف، باللّقاء المباشر نقصد السعي لإسقاط أحكام مسبقة وصور نمطيّة، باللقاء نقصد محاولة محي التجاهل المتبادل والتعميم، اللقاء يدفعنا للمكاشفة والتعارف والتفاهم، يدفعنا لتطهير الذاكرة وتصفية الضمير وتنقية القلب. ولقاؤنا اليوم هو إذًا عيد، وعيد تعني فرحة؛ جئنا كي نُشارك بعضنا البعض الفرح."

من بعدها كانت كلمة الأب أيّوب شهوان، الذي ركّز فيها على "أن هذا اللقاء العابق بعطر قداسة مريم، وفي الجامعة الأنطونيّة الزاهرة، التي أًولَت وما زالت عيدَ البشارة الوطنيّ اللبنانيّ اهتمامًا لافتًا، مثنيًا على خطوة الجامعة الأنطونيّة مطلقة المبادرات الوطنيّة وغيرها، حتّى أضحتْ صرحًا أكاديميًّا علميًّا يعرف مُرتادوها أنّها قلبٌ مفتوح للجميع."

تبعه شهادة حياة لكلٍّ من الآنسة رشا أوطه باشي والأب نعمة صليبا، اللذين أخبرا عن لقائهما بالآخر المختلف إيمانيًّا وتأثيره الإيجابيّ على حياتهما. ثم بعد إنشاد ترنيمة "تعظّم نفس الربّ" على المقام الحسيني، مع الآنسة رفقا رزق، كانت مداخلة الشيخ محمّد نقّري الذي شرح فيها جذور عيد البشارة الذي أصبح عيدًا وطنيًّا دينيًّا إسلاميًّا مسيحيًّا. وكان أوّل احتفال مسيحيّ اسلاميّ، في عيد البشارة في 25 آذار 2007، في مدرسة السيدة الجمهور وكانت مشهديّة رائعة، تشابكت فيها وارتفعت أيادي الكهنة والمشايخ مصلّيةً للعذراء مريم.